بقيادة الجمل.. الاتحاد العام لنقابات عمال مصر يؤكد: مصيرنا كعرب واحد.. ومستقبل صناعتنا رهن بتوحيد الصف

في خطوة استراتيجية تؤكد ريادته ودوره المحوري في الحركة النقابية العربية، شارك الاتحاد العام لنقابات عمال مصر بفعالية في الاجتماع التنفيذي الثاني للاتحاد العربي لعمال الغزل والنسيج وصناعة الملابس، الذي استضافته الجزائر الشقيقة. وقد مثّل الاتحاد في هذا المحفل السيد عبد المنعم الجمل، رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر ورئيس المجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب.

جاء الاجتماع، الذي انعقد يومي السادس والسابع من سبتمبر 2025، في ظرف دقيق يمر به الوطن العربي، مما جعل كلمة السيد عبد المنعم الجمل تحمل أهمية خاصة، كونها تمثل رؤية العمال المصريين للمشهد الراهن والتحديات المستقبلية.

كلمة الجمل.. توحيد الصف لمواجهة التحديات

وفي كلمته الافتتاحية، أعرب السيد الجمل عن خالص شكره وتقديره للجزائر قيادة وشعبًا ونقابات عمالية على “كرم الاستضافة وحسن التنظيم”، مؤكدًا على أن هذا اللقاء يأتي في ظل “تحديات متشابكة” تواجه المنطقة العربية على الأصعدة الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية، والأمنية.

وشدد الجمل على أن “هذه القضايا مجتمعة تؤكد أن مصيرنا كعرب واحد، وأن استقرار منطقتنا العربية لا يمكن تجزئته”، مؤكدًا أن الحركة النقابية العربية يجب أن تكون “دائمًا في مقدمة الصفوف الداعية للوحدة، والداعمة للسلام العادل”.

كما أكد السيد الجمل على أن القضية الفلسطينية ستظل “قضيتنا المركزية الأولى”، مُحيًّا الموقف المصري الثابت والراسخ الداعم للحقوق الفلسطينية. واستعرض في كلمته الأوضاع الصعبة التي تعانيها دول عربية شقيقة مثل السودان، وليبيا، وسوريا، واليمن، ولبنان، داعيًا إلى تعزيز التضامن العمالي العربي.

رسالة قوية للغزل والنسيج.. استعادة الريادة

من جانبها، أكدت النقابات المشاركة في الاجتماع على أهمية قطاع الغزل والنسيج كصناعة عريقة، وضرورة العمل على استعادة ريادتها. وقد دعا السيد عبد الفتاح إبراهيم، الأمين العام للاتحاد العربي لعمال الغزل والنسيج، إلى ضرورة الدفاع عن حقوق العمال، وتنظيم سوق عربية مشتركة لضمان تحقيق ذلك، مشيرًا إلى أن الوطن العربي يمتلك المقومات الكافية لذلك.

توصيات حاسمة

وفي نهاية الاجتماع، أصدر المجتمعون مجموعة من التوصيات الحيوية، كان أبرزها:

  1. رفضهم القاطع للتجاوزات والممارسات غير المقبولة التي تحدث في السفارات المصرية بالخارج.
  2. إدانتهم للعدوان الصهيوني الوحشي على قطاع غزة، وتأكيدهم على ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
  3. رفضهم لكافة الاعتداءات الصهيونية على الأشقاء في سوريا ولبنان.
  4. مناشدة الأطراف الليبية لتوحيد كلمتهم نحو تشكيل حكومة وحدة وطنية.

وفي الختام، يؤكد الاتحاد العام لنقابات عمال مصر أن هذا الاجتماع يمثل خطوة مهمة نحو صياغة رؤية مشتركة لخدمة قضايا الأمة العربية والعمال، وتدعيم مسيرة العمل النقابي العربي.

وفيما يلى نص كلمة الاستاذ عبد المنعم الجمل:

السيدات والسادة،

الإخوة والأخوات أعضاء المجلس التنفيذي للاتحاد العربي لعمال الغزل والنسيج وصناعة الملابس،

يسعدني ويشرفني أن ألتقي بكم اليوم في هذا الاجتماع التنفيذي الثاني، والذي يأتي في ظرف دقيق تمر به منطقتنا العربية، تفرض علينا مسؤوليات كبرى تجاه عمالنا، وتجاه صناعة تُعد من أعرق وأهم الصناعات في عالمنا العربي.

وفي هذه المناسبة، لا يفوتني أن أتوجه بخالص الشكر والتقدير إلى أشقائنا في الجزائر قيادةً وشعبًا ونقاباتٍ عمالية، على كرم الاستضافة وحسن التنظيم، وما عُرف عنهم دائمًا من احتضانٍ للعمل العربي المشترك، ودعمٍ صادق للحركة النقابية العربية.

إن منطقتنا العربية تواجه في الوقت الراهن جملة من التحديات المتشابكة:

  • التحديات الاقتصادية: من تباطؤ النمو، وتراجع بعض الاستثمارات في قطاعات إنتاجية أساسية، وصولًا إلى الضغوط التضخمية التي تؤثر بشكل مباشر على معيشة العمال.
  • التحديات الاجتماعية: حيث تزداد البطالة، خاصة بين الشباب والنساء، مما يهدد استقرار الأسر ويضعف من قدرة المجتمع على مواجهة الضغوط.
  • التحديات السياسية والأمنية: استمرار النزاعات في بعض الدول العربية، ومحاولات التدخل الخارجي، وما تسببه من نزوح وتشريد لملايين العمال وأسرهم.

ولا يمكن لنا أن نلتقي اليوم دون أن نؤكد أن القضية الفلسطينية ستبقى قضيتنا المركزية الأولى، وأن دعمنا الثابت لنضال الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، هو واجب قومي ونقابي وأخلاقي. وفي هذا السياق، نُحيي الموقف المصري الثابت والراسخ، الداعم دومًا للحقوق الفلسطينية، والساعي بلا كلل لوقف العدوان، وتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، وتثبيت حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف.

 كما أننا نتابع بقلق بالغ ما يجري في السودان من اقتتال دموي يهدد وحدة الدولة، وما يترتب عليه من معاناة إنسانية كبرى لآلاف العمال والأسر.

ونرصد كذلك ما تشهده ليبيا من تحديات سياسية وأمنية تعرقل عملية الاستقرار وإعادة البناء، وما يواجه سوريا ايضاً من تحديات، ولا يغيب عن بالنا ما يعانيه أشقاؤنا في اليمن من حرب مستمرة أرهقت الشعب ومزقت الوطن، وكذلك ما يواجهه لبنان من أزمات اقتصادية وسياسية خانقة أثقلت كاهل عماله وشبابه.

إن هذه القضايا مجتمعة تؤكد أن مصيرنا كعرب واحد، وأن استقرار منطقتنا العربية لا يمكن تجزئته، وأن الحركة النقابية العربية يجب أن تكون دائمًا في مقدمة الصفوف الداعية للوحدة، والداعمة للسلام العادل.

أيها الإخوة والأخوات،

إن قطاع الغزل والنسيج والملابس، بما يمثله من أهمية استراتيجية، يفرض علينا أن ندعو الحكومات العربية إلى تبني سياسات صناعية وطنية تدعم هذا القطاع، وتواكب التطور التكنولوجي، وتفتح آفاقًا جديدة للتصدير والتشغيل، بدلًا من الاعتماد المتزايد على الاستيراد.

أيها الزملاء،

إننا في الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب نؤكد مجددًا دعمنا الكامل للاتحاد العربي لعمال الغزل والنسيج وصناعة الملابس، ونرى أن اجتماعكم هذا يشكل خطوة مهمة نحو صياغة رؤية مشتركة، تضع مصلحة العمال في قلب عملية التنمية.

ختامًا، أتوجه بالشكر مرة أخرى إلى أشقائنا في الجزائر على استضافتهم الكريمة، وإلى قيادة الاتحاد العربي لعمال الغزل والنسيج وصناعة الملابس على جهودها الكبيرة، متمنيًا أن يخرج اجتماعكم بتوصيات عملية قابلة للتنفيذ، تعزز من قوة الحركة النقابية العربية، وتدعم كرامة وأمان العامل العربي.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،