دار السلام: رئيس الوزراء التنزاني يحذر من فقدان الوظائف بسبب الذكاء الاصطناعي ويشدد على ضرورة تطوير مهارات العمال
دار السلام: دعا رئيس الوزراء التنزاني، قاسم ماجاليوا، الاتحادات النقابية في جميع أنحاء أفريقيا إلى وضع استراتيجيات فعالة لمواكبة التطورات التكنولوجية العالمية، محذرًا من أن الفشل في القيام بذلك قد يؤدي إلى فقدان واسع النطاق للوظائف بسبب صعود الآلات والتقنيات الناشئة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي (AI).
جاءت كلمة ماجاليوا يوم الجمعة الموافق 22 أغسطس 2025، ممثلًا لرئيسة الجمهورية الدكتورة سامية سولوحو حسن، في الجمعية العامة لمنظمة الوحدة النقابية الأفريقية (OATUU) التي عُقدت بفندق “جوهاري روتانا” في دار السلام. وأشار ماجاليوا إلى أن المشهد العالمي الحالي يشهد تحولات سريعة مدفوعة بالثورات التكنولوجية والعولمة.
وأضاف ماجاليوا: “هناك خطر متزايد من فقدان الناس لوظائفهم مع تولي الآلات والأنظمة الحديثة للمهام التي كان يقوم بها العمال البشر تقليديًا. يجب علينا وضع برامج تدريب مستمرة تتماشى مع التحولات التكنولوجية لإعداد العمال لأنواع الوظائف الناشئة.”
وأوضح أن تنزانيا، تحت قيادة الرئيسة سامية سولوحو حسن، قد اتخذت إجراءات لمواكبة هذه التغييرات، بما في ذلك تعزيز الاستخدام المسؤول للتقنيات الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي مع ضمان حماية حقوق العمال وخصوصيتهم. وأكد قائلًا: “يجب أن تحافظ التكنولوجيا على الكرامة الإنسانية ولا تقوض قيمة العمل.”
وأشار ماجاليوا أيضًا إلى أن تمكين العمال من خلال برامج تطوير المهارات يعد مجال تركيز رئيسي آخر، خاصة للشباب، حيث تهدف هذه المبادرات إلى تزويدهم بالمعرفة والكفاءات المطلوبة في القطاعات المتطورة مثل الاقتصاد الأخضر والاقتصاد الرقمي. وأضاف: “هدفنا هو ضمان تجهيز شعبنا، وخاصة الشباب، بمهارات جاهزة للمستقبل.”
وأعاد رئيس الوزراء تأكيد تقدير الحكومة لدور الاتحادات النقابية في تعزيز حقوق العمال ورفاهيتهم، وتعهد بمواصلة التعاون مع النقابات لتحسين ظروف العمل في البلاد. وقال: “لقد منحت الحكومة الاتحادات النقابية حرية العمل بشكل مستقل. ونحث على استمرار التشاور والتعاون لزيادة تحسين ظروف العمل ومزايا الموظفين.”
كما أشار إلى أن التعاون القوي بين الحكومة والنقابات العمالية قد مكن تنزانيا من تنفيذ إصلاحات رئيسية تتعلق بالعمل، بما في ذلك تحديث السياسات والأطر القانونية وتحسين حماية العمال.
وإضافةً إلى ذلك، تعهد ماجاليوا بأن تنزانيا ستواصل دعم جهود منظمة الوحدة النقابية الأفريقية، تكريمًا لإرث الراحل موَاليمو يوليوس نيريري، الأب المؤسس للأمة التنزانية وأحد مؤسسي الاتحاد النقابي.
من جانبه، ذكر نائب وزير العمل والشباب والأشخاص ذوي الإعاقة، باتروباس كاتامبي، أن الحكومة تواصل العمل بشكل وثيق مع الاتحادات النقابية وسنت سياسات وقوانين مختلفة تهدف إلى تحسين رفاهية العمال.
أكد جوشوا أنساه، نائب رئيس منظمة الوحدة النقابية الأفريقية، للحاضرين أن الاتحاد يظل ملتزمًا بالدفاع عن حقوق ومصالح العمال الأفارقة وتعزيز المساواة والعدالة في قطاع العمل في جميع أنحاء القارة. وقال أنساه: “دعونا نواصل دعم اتحادنا من أجل الصالح العام للعمال الأفارقة. معًا، سنواصل الدفع نحو ظروف أفضل ومعاملة عادلة.”
كما شددت كارولين موجالا، مديرة منظمة العمل الدولية (ILO) لمنطقة شرق أفريقيا، على ضرورة وجود نقابات قوية وفعالة لضمان مساءلة الحكومات عن التمسك بحقوق العمال. وقالت: “يجب أن نواصل حماية عمالنا وسط مختلف التغيرات الاجتماعية، بما في ذلك التحولات البيئية والتكنولوجية. ومن الأهمية بمكان تدريب العمال وتمكينهم لمواكبة هذه التغييرات.”
وأكدت موجالا أيضًا أن جميع الإصلاحات المتعلقة بالعمل يجب أن تشمل العمال أنفسهم وأن يتم الاتفاق عليها بشكل جماعي لضمان المنافع المتبادلة.
في غضون ذلك، قال رئيس اتحاد نقابات عمال تنزانيا (TUCTA)، تومايني نيامهوكيا، إن الاتحاد فخور بإنجازاته في الدفاع عن حقوق العمال في البلاد. وأوضح: “لقد تحققت هذه النجاحات نتيجة للعلاقات القوية التي بنيناها مع الحكومة والموظفين العموميين، والتي مكنتنا من تحقيق مهمتنا والعمل بكفاءة.”